بحوث النباتات

موضوع: بحوث النباتات الجمعة يوليو 22, 2011 9:12 pm

غذاء النباتات :
تستمد ثمار الأشجار غذاءها من أوراقها ، وهذه بدورها تصنع هذا الغذاء من مواد تسحبها من الأرض وتلتقطها من الهواء .
أحد هذه المواد هو ( ثاني أوكسيد الكربون ) ، وهو غاز تلتقطه أوراق الأشجار من الهواء ، والمادة الثانية هي المياه التي تسحبها أوراق الأشجار وأغصانها من الأرض ، من هاتين المادتين الأساسيتين تصنع أوراق السكر الضروري لنمو الثمار .
إلا أن هذا السكر لا يدوم طويلا فيمها فهو سرعان ما يتحول إلى أنواع أخرى من الغذاء كالبروتيين مثلا .
تتم عملية إنتاج الأغذية هذه بواسطة أجسام خضراء صغيرة تسمى ( كلوروبلاست ) ، وهذه الأجسام خضراء لأنها تحتوي على مادة خضراء تسمى ( لكوروفيل ) أما الطاقة التي تحتاجها عناصر صناعة الغذاء هذه فهي أشعة الشمس .
بالنسبة لوسائل نقل المواد الأولية المستعملة في صناعة الغذاء ، نذكر أهم وسيلة ، إلا وهي الجذور ، الجذور هي المواسير التي تسحب المياه من التربة إلى عروق الأوراق عبر جذع الشجرة وأغصانها .
تنقل العروق المياه إلى الخلايا حيث يوجد الكوروبلاست كما وتنقل العروق أيضا الغذاء الذي صنعته الأوراق ولم تستعمله إلى أماكن تخزين مثل الجذع والثمار والبذور ، كما وتقع مسؤولية التخلص من النفايات الناتجة عن هذه الصناعة على عاتق الجذور أيضا .
وهكذا تتجسد من جديد قدرة الخالق من هذا المصنع الطبيعي الذي تنتشر منه أعداد لا تحصى على سطح الكرة الارضية ، فتعمل هذه المصانع بصمت لا مثيل له وبنظافة خارقة لا تخلق وراءها أي تلوث ، بل على العكس تساعد على التخلص من التلوث الذي يحدثه الإنسان يوميا .

غذاء الشجرة :
يحصل كل جزء من أجزاء الشجرة على الماء والغذاء وهما ما يسمى ( النسغ ) بطريقة لا تزال مجهولة علميا ، مع أنه يوجد عدة نظريات تتعلق بهذا الأمر ، فيعتقد العلماء أن ما يسمى ( الضغط التناضحي ) ففي الأجسام الحية تمر السوائل والمواد الذائبة عبر الأغشية وتسمى عملية الانتقال هذه ( التناضح ) وهي تتم على الشكل التالي :
عندما يكون هناك مواد كيميائية ذائبة متلامسة مع غشاء ، فإنها تضغط على الغشاء ويتزايد هذا الضغط كلما كانت جزيئات المحلول كثيرة وبالتالي يصبح بإمكانها العبور من خلال الغشاء بكميات أكثر مما لو كانت جزيئات المحلول قليلة .
تأتي المواد المعدنية والمياه التي تتغذى بها الشجرة من الأرض بواسطة الجذور ، وبما أن التربة تحتوي على مواد معدنية أكثر من الشجرة نفسها فإن الضغط التناضحي يزداد ويتيح للمواد المعدنية العبور من خلال أغشية الشجرة والاستقرار في خلاياها ، بينما تتبخر المياه وبالتالي يستمر جريانها صعودا من الأرض عبر الشجرة إلى الجو .
يوجد نظرية أخرى تفسر صعود الماء والغذاء إلى الشجرة عن طريق عمليتين هما ( النتح والعرق ) و ( التماسك ) يسمى تبخر المياه من أوراق الشجرة ( النتح ) ويسمى انجذاب جزيئات المياه إلى بعضها ( التماسك ) .
ينتج عن عملية النتح قوة ( سحب ) تسحب المياه إلى أعلى ، ذلك أنه عندما تتبخر المياه من خلايا أوراق الشجرة فإنها تترك مكانها فراغا لا بد للمياه الموجودة في الأرض من أن تملأه وتساعدها عملية التماسك على الصعود من الجذور إلى الخلايا من جديد .

نمو الأعشاب :
عندما يبذؤ المزارع نوع معين من البذار متوخيا أن تنبت مزروعاته وتكبر ويجني منها محصولا ، فهو في نفس الوقت يزرع نباتات غير مرغوب بها يسميها ( أعشاب ) عندما تنبت بين مزروعاته .
مع أن الأعشاب هي بالمبدأ نباتات مضرة لنمو النباتات الأخرى وحسب ، لكن بعض أنواعها سام للحيوانات الآكلة للأعشاب ، والبعض الآخر يمنع وصول أشعة الشمس أو المياه أو المواد المعدنية إلى المزروعات المجاورة ، وهناك أيضا أنواع ثالثة تجذب الحشرات والأمراض المضرة بالمزروعات .
تنتشر الأعشاب بعدة طرق فمنها ما ينتقل من مكان إلى آخر مع العلف وفي الغبار ومع السماد إلا أن معظم أنواع الأعشاب المؤذية كثيرا لها جهاز انتشار خاص بها .
يوجد أنواع من النباتات التي تنتج بذورها بأعداد هائلة إلى درجة أنها تعيش في أية ظروف ويوجد أنواع أخرى تحتوي على أجنحة أو شعر واقي ، في بذورها وثمارها ، تجعل من الممكن انتقالها إلى مسافات طويلة بالهواء ، كما يوجد أنواع تلتصق بذورها بشعر الحيوانات أو بثياب الإنسان وبالتالي فإنها تنتقل إلى مواقع أخرى ، أخيرا يوجد أعشاب لا تنتشر بواسطة بذورها إنما تمتد جذورها تحت الأرض لمسافات طويلة .
لتجنب شر هذه الأعشاب فإن المزارعين يعملون على محاربتها والسيطرة عليها بعدة طرق ، وأصبح يوجد حاليا عدد كبير من المواد الكيميائية المتنوعة المعدة للقضاء على هذه الأعشاب أو لتنجب نموها على الأقل .

الفواكة والخضار :
تصف كلمة ( فاكهة ) عادة أي جزء ناضج من نبتة تحول من زهرة واحتوى على بذور . أما الخضار فهي نباتات عشبية لها جذع طري ولا تحتوي إلا على جزء ضئيل من الأنسجة الخشبية
ويعرف علماء النبات الفاكهة على أنها جزء النبتة الذي يحمل البذور ، وقد قسم هؤلاء العلماء الفاكهة إلى ثلاثة فئات رئيسية : الفاكهة اللبية التي تحتوي على بذور مثل البرتقال والبطيخ والتوت والتفاح والفاكهة النواتية مثل الكرز والمشمش والبلح والخوخ والفاكهة الجافة مثل الجوز واللوز والفاصوليا والفول .
إذا كان من الغريب معرفة ان الفول والفاصوليا والعدس تنتمي إلى عائلة الفواكة ، فسوف يكون من الأغرب أن تعرف أن الخيار هو أيضا من الفواكة ، لكن انتماء نبتة إلى عائلة الفاكهة أو عائلة الخضار يعتمد أيضا على التقاليد الغذائية التي تتبعها شعوب العالم فالفاكهة المعينة في بلد قد تسمى خضارا في بلد آخر .
وتماما كما يوجد عائلات في عالم الحيوان تتشارك في مزايا معينة ، هناك أيضا عائلات في عالم الخضار فالملفوف والفجل والقنبيط ( الزهر ) خضار تشكل عائلة واحدة والخس والأراضي شوكي يشكلان عائلة أخرى والبصل والثوم والهليون عائلة ثالثة والبطاط والباذنجان والفليفلة والتبغ عائلة رابعة .

البندور :
قد لا يكون مهما انتماء البندورة إلى عائلة الفاكهة أو عائلة الخضار ، فهي تسمى خضار عند أغلب شعوب العالم ، لكن علماء النبات يسمونها فاكهة لأنها تحتوي على لب وبذور .
نشأت البندورة بشكلها الأصلي في أميركا الجنوبية قبل اكتشاف قارة أميركا بقرون وسرعان ما تطورت زراعتها في المكسيك وانتقلت منها بشكلها الحالي ، إلى أوروبا ، ولم تكن تعرف البندورة في أوروبا بشكلها الحالي الأحمر قبل ذلك ، إذ أن أول تعريف للبندورة في أوروبا جاء من إيطاليا في العام 1554 وكانت تسمى ( التفاح الذهبي ) ، مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن أول نوع بندورة عرف في أوروبا كان البندورة الصفرا ء .
قبل نهاية القرن السادس عشر بدأت مزارع البندور الحمراء تنشأ في إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها من دول أوروبا .
وحتى ما قبل العام 1900 كانت البندورة تعتبر غير ضرورية وأحيانا أخرى سامة إلى أن أصبحت بعد هذا التاريخ ضرورية للأكل وأساسية لمعظم الوجبات .
تعتبر البندورة من نفس عائلة البطاطا والتبغ ، وهي تحتاج إلى فصل طويل والكثير من الضوء والتربة غير الرطبة وهي تزرع حاليا في كل فصول السنة تحت الخيم الصناعية وتقطف خضراء أحيانا لأنها لا تلبث أن تصبح حمراء عند وصولها إلى أسواق الاستهلاك .

أنواع البرتقال :
لا يعرف أحد حتى الآن أين بدأ البرتقال بالظهور ، مع أنه ينمو حاليا في معظم مناطق العالم الدافئة ، وقد عرف الرومان واليونان البرتقال وكانوا يحصلون عليه على الأرجح من الهند عبر آسيا الغربية .
ينقسم البرتقال إلى ثلاث فئات أساسية : فئة البرتقال الحلو والمندرين والليمون الحامض ، إلا أنه يوجد أكثر من 97 نوع من البرتقال الحلو والمندرين وتنمو أنواع عديدة من البرتقال في أجزاء مختلفة من العالم فهناك البرتقال الفالنسي والبرتقال الدموي والبرتقال المغربي وهناك أنواع عديدة من المندرين مثل يوسف أفندي وأنواع عديدة من الليمون الحامض التي تزرع في كافة أنحاء العالم ، إنما تعتبر إسبانيا أول بلد بإنتاج الحامض الذي يستعمل في العديد من الصناعات الغذائية وغير الغذائية مثل العطورات والأدوية ومواد التنظيف وغير ذلك .

أنواع التفاح :
يوجد ما يكفي من أنواع التفاح على سطح الأرض ، ما يكفي لإرضاء مذاق كل الناس ، فهناك بضعة آلاف من أنواع التفاح ، والتفاح من أوائل الفواكه التي عرفها الإنسان ونبت في الأصل في جنوبي شرقي أوروبا وجنوبي غربي آسيا ومنذ 2000 عام على الأقل عرف الأوروبيين التفاح وأكلوا منه عدة أنواع .
كيف نبتت كل هذه الأنواع ؟ يستمر مزارعو التفاح منذ القدم بإجراء اختبارات عديدة على زراعة التفاح ، فعند تطعيم شجرة يافعة بغصن تفاح من أي نوع آخر تثمر هذه الشجرة عندما تكبر وتنمو ثمار من نفس نوع غصن التطعيم ، وبهذه الطريقة يمكن إجراء اختبارات عديدة للحصول على أنواع جديدة من التفاح .
حتى القرن السابع عشر كان لا يوجد إلا نوعين رئيسيين في بريطانيا هما تفاح ( الكوسترد ) وتفاح ( الكودلين ) ، ولكن ما أن دخل القرن السابع عشر حتى دخلت معه أنواع جديدة وجيدة من التفاح الفرنسي وكان لهذه الأنواع قشرة حمراء وعرفت فيما بعد بفصيلة ( البنين ) وفي العام 1830 أنتج السيد ( كوكس ) تفاح ( الببن البرتقالي الشهير ) ، كما وأنتج السيد ( هال ) تفاح ( الورسيستر ) في العام 1873 ، وتجدر الإشارة إلى أنه من بين آلاف الأنواع المسجلة للتفاح لا ينتج العالم كميات تجارية إلا من حوالي 20 نوع .

طعم القهوة :
تشكل القهوة الشراب المفضل لدى أغلب الناس منذ ألف سنة على الأقل ، فقد كان العرب أول من اكتشف القهوة وأشاع شربها ، ولم تصل إلى أوروبا إلا في القرن السادس عشر ، عندما بدأت تدخل إلى حياة الناس اليومية شيئا فشيئا وكانت تستعمل أحيانا في صناعة الأدوية حتى أصبحت أخيرا مشروبا شائعا لا يستغنى عنه بالنسبة إلى الكثير من الناس .
يختلف طعم القهوة من نوع إلى آخر باختلاف طريقة التحضير والتحميص وغير ذلك من طرق المعالجة ، لكن السبب الرئيسي لاختلاف الطعم هو اختلاف نوع البذور وموقع الزرع ، فمن المعروف أن القهوة تزرع في ارتفاعات تبدأ 450 متر حتى 1800 متر فوق سطح البحر ، ومن المؤكد أيضا أن أجود أنواع القهوة هو النوع الذي يزرع في المناطق المرتفعة ، وذلك من 900 متر حتى 1800 متر .
تنقسم القهوة تجاريا إلى فئتين أساسيتين : القهوة البرازيلية والقهوة المزروعة في مناطق أخرى من العالم وتسمى القهوة المعتدلة ، ومع أن هذه الأخيرة تعتبر متفوقة على الأولى ، يوجد أنواع من القهوة البرازيلية تتفوق على القهوة المعتدلة ، فكل نوع من القهوة له مزيجه الخاص من أنواع القهوة وطريقة تحضيره الخاصة ، وبالتالي فإن عملية مزج القهوة تتطلب مهارة كبيرة تماما كما تتطلب عملية تذوق القهوة مهارة كبيرة ايضا .

الجوز :
تتنوع الثمار الجوزية في الحجم والنكهة والطعم والشكل ، وهذه الثمار تكون عادة مغلقة بقشرة صلبة شبه كروية ، وكانت تعتبر في قديم الزمان هدايا ثمينة يتبادلها الملوك والأمراء .
من أصلب أنواع الجوز ، إنما ألذها نذكر جوز البرازيل الذي ينمو على شكل عناقيد مغلقة بقشور صلبة مستديرة وتحتوي على مجموعة كبيرة من الجوزات الهرمية الملتصقة ببعضها بإحكام ، فور نضوجها تسقط العناقيد الصلبة إلى الأرض من علو شاهق يصل إلى 30 متر أحيانا ، مما يجعل سكان تلك المناطق يبتعدون عنها عندما تهب رياح قوية .
ينتمي اللوز إلى فصيلة الثمار الجوزية ، وهو يتميز بأزهاره البيضاء ويستعمل لاستخراج النكهات وتحضير العقاقير والأدوية ، وهناك أيضا لوز حلو يتميز بأزهار زهرية ، وينمو هذا النوع بكثرة في غرب آسيا ومناطق البحر المتوسط وفي كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية .
من أثمن الجوزات على الإطلاق ، جوزة الهند ، وقد سميت كذلك لأنها لم تكن تنمو ، في قديم الزمان إلا على الساحل الشرقي الهندي لكنها أصبحت تزرع وتنمو حاليا في كافة المناطق المدارية وتتميز هذه الجوزة بقيمة غذائية عالية لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الزيت وبعض البروتين .
أخيرا ، لا بد من ذكر البندق ، الذي ينتمي هو أيضا إلى فصيلة الجوزيات ، أصل البندق من بريطانيا وأكثر ما يزرع في منطقة ( كنت ) وينمو البندق في أكواب ورقية على شكل عناقيد تتألف من حبتين أو ثلاثة أو أربعة .

جوز الهند :
ينمو جوز الهند على شجرة عالية تشبه شجرة النخيل ، تحمي القشرة بزرة جوزة الهند من الضرر عند سقوط الجوز من العلو الشاهق ، ويتراوح طول الجوزة من 8 إلى 20 سنتيمتر يوجد داخل القشرة الصلبة طبقة صلبة من ( اللحم الأبيض ) ويوجد في الوسط سائل مائي يسمى ( صليب الجوزة ) .
تتميز جوزة الهند بثلاثة ( عيون ) مهمتها إخراج البراعم من تحت الأرض عند زرع الجوزة وعندما ينجح البرعم بإنماء شجرة فإن هذه الأخيرة لن تعطي ثمارا قبل 8 سنوات .
تنتج شجرة جوز الهند أزهار طوال أيام السنة وتحمل دائما تقريبا بضعة جوزات ناجحة ويبلغ مجموع ما تنتجه الشجرة الواحدة خلال سنة واحدة حوالي 50 جوزة .
ترتفع شجرة جوز الهند من 6 إلى 27 متر وتحمل أغصانا تشبه أغصان النخيل ، وقد يصل طول الغصن الواحد من 3 حتى 6 أمتار ، ويمكن زراعة شجرة جوز الهند في مناطق يصل علوها عن سطح البحر إلى 900 متر ، لكنها غالبا ما تزرع في مناطق منخفضة عن هذا المستوى .
والشيئ الغريب الذي يميز هذا الشجرة أنها يمكن أن تنمو في مياه مالحة ، لكنها لا تحتاج لمياه مالحة بالضرورة ويعود سبب ذلك إلى أن جذور هذه الشجرة تستطيع الحصول على ما يكفي من الرطوبة في تلك المناطق .
كما وأن مياه البحر لا تؤذي قشرة الجوزة على الإطلاق مما يعني أنه في حال سقوط جوزة في البحر فإنها قد تنتقل إلى شاطئ بعيد وتنمو منها أشجار جديدة هناك .

التوابل :
تصنع التوابل من نبات الفلفل الذي يوجد منه عدد كبير من الأنواع فهناك الفلفل الأحمر أو ( التشيلي ) الذي ينتمي أصلا إلى فصيلة تسمى ( الكابسيكوم ) وهناك أيضا فلفل ( الكاييي ) وفلفل ( التباسكو ) إضافة إلى الفلفل ( الجرسي ) والذي يسمى باللغة الإسبانية ( بايمينتوس ) وأخيرا الفلفل ( الجرسي الأحمر ) وعندما ينضج هذا النوع يصبح لونه أحمر وطعمه حار لكنه أكثر اعتدالا من أنواع الفلفل الحار الأخرى .
والفلفل من أهم عناصر التوابل في العالم ، وهو الأكثر استعمالا مع الطعام بعد الملح وكان الفلفل في قديم الزمان غالي الثمن ولم يكن يتناوله أو يحصل عليه إلا الأغنياء ، فقد كان ينقل في قوافل من الشرق الأقصى ما جعله باهظ الكلفة إلى درجة أن كيلو منه كان يعتبر هدية مناسة للملوك والأمراء .
كان الفلفل قيم فيما مضى تماما مثل الذهب ، فقد كان يمكن دفع الفلفل بدلا من المال لتسديد الضرائب ، وكان يمنح الفلفل كمكافأة للجنود المنتصرين في معركة ، وهكذا حاول العديد من شعوب أوروبا البحث عن طريقة للحصول على الفلفل بكلفة أقل ، وأول من نجح منهم كان البرتغال الذين استطاعوا الوصول إلى الهند عن طريق البحر عبر رأس الرجاء الصالح ، عندها بدأ سعر الفلفل بالهبوط في أوروبا كلها إلى أن أصبح سعره اليوم رخيص جدا إلى درجة أن الإنسان لا يفكر مرتين قبل شراءه .
تصنع التوابل من الفلفل بطرق متعددة ومعقدة أحيانا ويوجد حاليا أنواع لا تحصى من التوابل فمنها الأسود والأبيض والحار والمعتدل والحلو وغير ذلك .

الأزهار الجديدة :
خلق الله سبحانه وتعالى نظام تناسل لكل شيئ حي ، ففي الزهرة يحدث التناسل كما يلي :
تتألف الزهرة عادة من أربعة أجزاء : فهناك الكأس الخارجي الأخضر الذي يتألف بدوره من سبلات ورقية يوجد ضمنها ما يسمى التويجات ، ويوجد ضمن هذه التويجات الأعضاء الضرورية لتوليد البذور .
يوجد في وسط الزهرة عضو واحد أو أكثر يسمى ( مدقة ) تحيط بها حلقة من الأعضاء التي تسمى ( السداوات ) المدقة هي الجزء الأنثوي في الزهرة ، ويكون أسفلها واسع تتجمع فيه بذيرات صغيرة مستديرة تتحول إلى بذور فيما بعد ، ولا تصبح هذه البذيرات بذور إلا بعد أن تتلقح بالحبيبات الغبارية .
تنتج السداوات الحبيبات الغبارية التي تنتقل من أعلى المدقة إلى أسفلها حيث توجد البذيرات ويسمى أعلى المدقة أو رأسها ( السمة ) .
تسقط حبيبات اللقاح أولا على السمة ، حيث تمتص الرطوبة هناك من السائل السكري الموجود على السطح مما يجعلها تكبر وتنمو لتتحول من ثم إلى أنبوب يمتد نزولا عبر المدقة حتى أسفلها وصولا إلى إحدى البذيرات .
يصب الأنبوب عند ذلك ، محتواه من اللقاح فوق البذيرة ويلقحها وقد ينمو أكثر من أنبوب وتتلقح أكثر من بذيرة واحدة في وقت واحد .
يسمى جزء السداة الذي ينتج لقاح الزهرة ( المئبر ) ويسمى انتقال اللقاح من المئبر إلى السمة ( التلقيح ) فإذا تم التلقيح في الزهرة نفسها يسمى ( تلقيح ذاتي ) أما إذا انتقل اللقاح إلى زهرة أخرى من نفس النوع فيسمى ذلك ( تلقيح خارجي ) .
يتم التلقيح الخارجي بواسطة الرياح والحشرات والطيور وبعض الحيوانات الأخرى ويجب أن لا ننس أن البذور التي تنمو في الزهرة يجب أن تنتقل إلى التراب حيث يمكنها أن تشكل جذورا وتنمو لتصبح زهرة جديدة .

العلكة :
قد تستغرب إذا ما عرفت أن العلكة يمكن استخراجها من الشجرة ، فالعلكة أساسا تصنع من مادة إسمها ( الصمغ ) ولا يقتصر استعمال الصمغ على صناعة العلكة وحسب ، إنما يتعداه إلى المئات من الاستعمالات المتنوعة فالصمغ العربي مثلا يستعمل للحلويات وللأدوية وحتى أنه يدخل في صناعة الحرير .
يستخرج الصمغ من النباتات كسائل لزج ولصوق لا يلبث أن يتصلب عند تعريضه للهواء ويتميز أيضا بأنه يذوب في المياه ينمو الصمغ العربي على أشجار ( الأقاقبا ( أو ببساطة أشجار ( الصمغ العربي ) التي توجد عادة في إفريقيا وأستراليا وأسيا ، ويباع الصمغ بكتل صفراء أو زهرية شفافة وهناك أنواع من الصمغ تمتص المياه لتصبح هلامية ناعمة بدلا من الذوبان في المياه ، ومن أحد هذه الأنواع نذكر ( صمغ التنين ) الذي يستعمل في صناعة أدوية السعال وكمادة تغرية ( لصق ) في صناعة الثياب .
من أنواع الصمغ المهمة الأخرى نذكر صمغ الكرز الذي يستعمل لتصليب أنبوبة ( قشة ) الشرب وفي صناعة قبعات القش ومنتجات مشابهة أخرى ومن الصموغ المعروفة الأخرى هناك صمغ الخوخ والدراق والبيسية ( من الفصيلة الجوزية ) ، وأخيرا لا بد من ذكر صمغ ( التشكل) الذي يستخرج من شجرة ( السابوديللا ) أو ( النازبري ) وأشجار أخرى وهو يستعمل في صناعة العلكة على أنواعها .
وهكذا باختصار يستعمل الصمغ في العديد من الصناعات مثل الحبر والثياب والورق والأدوية حتى أن بعض أفضل الصموغ تستعمل في مختبرات الأبحاث الطبية والأدوية .
يقطف الصمغ في الفصول الجافة وينقل إلى الأسواق على شكل عقد أو كتل .

ثمرة التين :
التين أحد أهم الثمار التي خلقها الله سبحانه وتعالى وسخرها لمنفعة الإنسان وعرف الإنسان التين منذ العصور القديمة كغذاء أساسي له ، وتقلبت قيمة التين في قديم الزمان من تصنيفه كامتياز للملوك والأمراء والأغنياء إلى اعتباره غذاء رخيص للفقراء والمحتاجين .
وتجدر الإشارة ألى أن شجرة التين بأكملها مفيدة ، فيستعمل أوراق شجرة التين مثلا لتلميع العاج ويستعمل جذع شجرة التين في صناعة الجبال وهناك عدة أنواع من التين أشهرها وألذها طعما هو تين ( السميرنا ) أو ( الأزميري ) ( نسبة إلى مدينة أزمير التركية ) .
تشبه ثمرة التين كيس مغلق بعض الشئ من أعلاه ويوجد بداخله أعداد كبيرة من الزهرات الحقيقية التي تنتج ما نسميه ( بذورا ) لكنها ليست بالحقيقة بذورا بل هي ثمر التين الحقيقي .
أما قصة تين السميرنا فمدهشة وغريبة في الوقت نفسه ، إذ لا يمكن تلقيح السميرنا إلا بلقاح من تين الكابري وهذا اللقاح لا ينتقل من الكابري إلى السميرنا إلا بواسطة حشرة طائرة تشبه الدبور .
يعيش دبور التين في شجرة تين الكابري إلى أن يصبح جاهزا لوضع بيوضة عندها يغادر هذه الشجرة إلى شجرة السميرنا حاملا معه اللقح إلى هناك .

» بحوث الطيور
» بحوث الحيوانات
» بحوث الحشرات